منتدى المعارف لتنمية المهارات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يهتم بالابداع وتطوير وتنمية المهارات فمرحبا بكم معنا في هذا المنتدى


    جَميل بُثَينَة

    avatar
    othman


    عدد المساهمات : 11
    نقاط : 27
    تاريخ التسجيل : 17/09/2009

    جَميل بُثَينَة Empty جَميل بُثَينَة

    مُساهمة  othman الجمعة سبتمبر 18, 2009 4:10 am

    قفي، تسلُ عنكِ النفسُ بالخطة ِ التي


    قفي، تسلُ عنكِ النفسُ بالخطة ِ التي تُطِيلِينَ تَخويفـي بهـا، ووعِيـدي


    فقد طالما من غيرِ شكـوى قبيحـة ٍ رضينا بحكمٍ منـكِ غيـر سديـدِ


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    جَميل بُثَينَة

    - 82 هـ / - 701 م
    جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي، أبو عمرو.
    شاعر من عشاق العرب، افتتن ببثينة من فتيات قومه، فتناقل الناس أخبارهما.
    شعره يذوب رقة، أقل ما فيه المدح، وأكثره في النسيب والغزل والفخر.
    كانت منازل بني عذرة في وادي القرى من أعمال المدينة ورحلوا إلى أطراف الشام الجنوبية. فقصد جميل مصر وافداً على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه وأمر له بمنزل فأقام قليلاً ومات فيه ودفن في مصر .

    ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنا شديدا وأنشدت:

    وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة * * * مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها

    سـواء علينـا, يـا جـميل بـن معمر, * * * إذا مــت بأســاء الحيــاة ولينهـا

    --------------------------------------------------------------------------------


    ( تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ )



    تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ

    وبثنة ُ ذكراها لذي شجنٍ، نصبُ

    وحنّتْ قَلوصي، فاستمعتُ لسَجْرها

    برملة ِ لدٍّ، وهيَ مثنيّة ٌ تحبو

    أكذبتُ طرفي، أم رأيتُ بذي الغضا

    لبثنة َ، ناراً، فارفعوا أيها الركّبُ

    إلى ضوءِ نارٍ ما تَبُوخُ، كأنّها،

    من البُعدِ والإقواء، جَيبٌ له نَقْب

    ألا أيها النُّوّامُ، ويحكُمُ، هُبّوا!

    أُسائِلكُمْ: هل يقتلُ الرجلَ الحبّ؟

    ألا رُبّ ركبٍ قد وقفتُ مطيَّهُمْ

    عليكِ، ولولا أنتِ، لم يقفِ الرّكبُ

    لها النّظرة ُ الأولى عليهم، وبَسطة ٌ،

    وإن كرّتِ الأبصارُ، كان لها العقبُ



    --------------------------------------------------------------------------------

    ( تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ )



    تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ

    وبثنة ُ ذكراها لذي شجنٍ، نصبُ

    وحنّتْ قَلوصي، فاستمعتُ لسَجْرها

    برملة ِ لدٍّ، وهيَ مثنيّة ٌ تحبو

    أكذبتُ طرفي، أم رأيتُ بذي الغضا

    لبثنة َ، ناراً، فارفعوا أيها الركّبُ

    إلى ضوءِ نارٍ ما تَبُوخُ، كأنّها،

    من البُعدِ والإقواء، جَيبٌ له نَقْب

    ألا أيها النُّوّامُ، ويحكُمُ، هُبّوا!

    أُسائِلكُمْ: هل يقتلُ الرجلَ الحبّ؟

    ألا رُبّ ركبٍ قد وقفتُ مطيَّهُمْ

    عليكِ، ولولا أنتِ، لم يقفِ الرّكبُ

    لها النّظرة ُ الأولى عليهم، وبَسطة ٌ،

    وإن كرّتِ الأبصارُ، كان لها العق

    --------------------------------------------------------------------------------

    بثينة ُ قالتْ: يَا جَميلُ أرَبْتَني





    بثينة ُ قالتْ: يَا جَميلُ أرَبْتَني،

    فقلتُ: كِلانَا، يا بُثينَ، مُريبُ

    وأرْيَبُنَا مَن لا يؤدّي أمانة ً،

    ولا يحفظُ الأسرارَ حينَ يغيبُ

    بعيدٌ عل من ليسَ يطلبُ حاجة ً

    وأمّا على ذي حاجة ٍ فقريبُ

    --------------------------------------------------------------------------------

    أشاقكَ عالجٌ، فإلى الكثيب،

    أشاقكَ عالجٌ، فإلى الكثيب، إلى الداراتِ من هِضَبِ القَلِيبِ

    إذا حلّتْ بِمصرَ، وحَلُّ أهلي بيَثرِبَ، بينَ آطامٍ ولُوبِ

    مجاورة ً بمسكنِها نحيباً، وما هيَ حينَ تسألُ من مجيبِ

    وأهوى الأرضِ عندي حيثُ حلتْ بجدبٍ في المنازلِ، أو خصيبِ



    --------------------------------------------------------------------------------

    من الحفراتِ البيضش أخلصَ لونها


    من الحفراتِ البيضش أخلصَ لونها تلاحي عدوّاً لم يجدْ مـا يعيبهـا

    فما مزنة ٌ بينَ السّماكينِ أومضـتْ من النّورِ، ثمّ استعرضتها جنوبها

    بأحسنَ منها، يومَ قالتْ، وعندنـا، من الناسِ، أوباشٌ يخاف شغوبها:

    تعاييتَ، فاستغنيتَ عنّـا بغيرنـا إلى يوم يلقى كـلَّ نفـسٍ حبيبهـا

    --------------------------------------------------------------------------------

    ردِ الماءَ ما جاءتْ بصفوٍ ذنائبهْ


    ردِ الماءَ ما جاءتْ بصفوٍ ذنائبهْ ، ودعهُ إذا خيضتْ بطرقٍ مشاربهْ

    أُعاتِبُ مَن يحلو لـديّ عتابُـهُ، وأتركُ من لا أشتهي، وأُجانبُـهْ

    ومن لذة ِ الدنيا، وإن كنتَ ظالماً ، عناقُكَ مَظلوماً، وأنتَ تُعاتِبُـهْ




    --------------------------------------------------------------------------------

    ألا قد أرى ، إلاّ بثينة َ، للقلبِ




    ألا قد أرى ، إلاّ بثينة َ، للقلبِ

    بوادي بَديٍّ، لا بحِسْمى ولا شَغْبِ

    ولا ببراقٍ قد تيمّمتَ، فاعترفْ

    لما أنتَ لاقٍ، أو تنكّبْ عن الرّكبِ

    أفي كلّ يومٍ أنتَ محدثُ صبوةٍ

    تموتُ لها، بدّلتُ غيركَ من قلبِ


    --------------------------------------------------------------------------------

    ارحَمِيني، فقد بلِيتُ، فحَسبي




    ارحَمِيني، فقد بلِيتُ، فحَسبي

    بعضُ ذا الداءِ، يا بثينة ُ، حسبي!

    لامني فيكِ، يا بُثينة ُ، صَحبي،

    لا تلوموا ، قد أقرحَ الحبُّ قلبي!

    زعمَ الناسُ أنّ دائيَ طِبّي،

    أنتِ، والله، يا بُثينة ُ، طِبّي!

    --------------------------------------------------------------------------------

    بثغرٍ قد سُقِينَ المسكَ منهُ


    بثغرٍ قد سُقِينَ المسكَ منهُ

    مَساوِيكُ البَشامِ، ومن غُروبِ

    ومن مجرى غواربِ أقحوانٍ،

    شَتِيتِ النّبْتِ، في عامٍ خصيبِ



    --------------------------------------------------------------------------------

    وقالوا: يا جميلُ، أتى أخوها،




    وقالوا: يا جميل أتى أخوها * * * فقلت أتى الحبيبُ أخو الحبيبِ

    أحبك أن نزلت جبال حسمى *** وأن ناسبت بثينة من قـريب





    أمنكِ سرى ، يا بَثنَ، طيفٌ تأوّبا




    أمنكِ سرى ، يا بَثنَ، طيفٌ تأوّبـا، *** هُدُوّاً، فهاجَ القلبَ شوقاً، وأنصَبـا؟

    عجبتُ له أن زار في النوم مضجعي *** ولو زارني مستيقظاً، كـان أعجبـا


    --------------------------------------------------------------------------------

    وأوّلُ ما قادَ المَودّة َ بيننا


    وأوّلُ ما قـادَ المَـودّة َ بيننـا *** بوادي بَغِيضٍ، يا بُثينَ، سِبابُ

    وقلنا لها قولاً، فجـاءتْ بمثلـهِ *** لكلّ كلامٍ، يا بثيـنَ، جـوابُ




    --------------------------------------------------------------------------------

    وما بكتِ النساءُ على قَتيلٍ


    وما بكتِ النساءُ على قَتيلٍ *** بأشرفَ من قتيلِ الغانيـات

    فلمّا ماتَ من طَرَبٍ وسُكْرٍ *** رددنَ حياته بالمسمعـاتِ!

    فقامَ يجُرّ عِطفَيهِ خُمـاراً *** وكان قريبَ عهدٍ بالممـاتِ



    --------------------------------------------------------------------------------

    حلفتُ لها بالبُدْنِ تَدمَى نُحورُها:

    حلفتُ لها بالبُدْنِ تَدمَى نُحورُهـا: *** لقد شقيتْ نفسي بكم، وعنيـتُ

    حلفتُ يميناً، يا بُثينَـة ُ، صادقـاً *** فإن كنتُ فيها كاذباً، فعميـتُ!

    إذا كان جِلدٌ غيرُ جِلدِكِ مسّنـي *** وباشرني ، دونَ الشّعارِ، شريتُ!

    ولو أنّ داعٍ منكِ يدعو جِنازتي *** وكنتُ على أيدي الرّجالِ، حييتُ!

    --------------------------------------------------------------------------------

    حلفتُ، لِكيما تَعلمِيني صادقاً،

    حلفتُ، لِكيمـا تَعلمِينـي صادقـاً *** وللصدقُ خيرٌ في الأمرِ وأنجـحُ

    لتكليمُ يـومٍ مـن بثينـة َ واحـدٍ *** ألـذُّ مـن الدنيـا، لـديّ وأملـحُ

    من الدهرِ لو أخلو بكُـنّ، وإنمـا *** أُعالِجُ قلباً طامحاً، حيـثُ يطمـحُ

    ترى البزلَ يكرهنَ الرياحَ إذا جرتْ *** وبثنة ُ، إن هبتْ بها الريحُ تفـرحُ

    بذي أُشَـرٍ، كالأقحُـوانِ، يزينُـه *** ندى الطّـلّ، إلاّ أنّـهُ هـو أملَـح


    --------------------------------------------------------------------------------

    تنادى آلُ بثنة َ بالرواحِ


    تنادى آلُ بثنـة َ بالـرواحِ *** وقد تَرَكوا فؤادَكَ غيرَ صاحِ

    فيا لكَ منظراً، ومسيرَ ركبٍ *** شَجاني حينَ أبعدَ في الفَيَـاحِ

    ويا لكَ خلة ً ظفرتْ بعقلـي *** كما ظَفِرَ المُقامِـرُ بالقِـداحِ

    أُريدُ صَلاحَها، وتُريدُ قتلي، *** وشَتّى بينَ قتلي والصّـلاحِ!

    لَعَمْرُ أبيكِ، لا تَجِدينَ عَهدي *** كعهدكِ، في المودة ِ والسماحِ

    ولو أرسلتِ تستَهدينَ نفسي، *** أتاكِ بها رسولكِ في سـراحِ

    --------------------------------------------------------------------------------

    لقد ذَرَفَتْ عيني وطال سُفُوحُها،

    لقد ذَرَفَـتْ عينـي وطـال سُفُوحُهـا، *** وأصبحَ، من نفسي سقيمـاً، صحيحهـا

    ألا ليتَنـا نَحْيـا جميعـاً، وإن نَمُـتْ، *** يُجاوِرُ، في الموتى ، ضريحي ضريحُها

    فما أنا، في طـولِ الحيـاة ِ، براغـبٍ *** إذا قيلَ قـد سـويّ عليهـا صفيحهـا

    أظـلُّ، نهـاري، مُستَهامـاً، ويلتقـي *** ، مع الليل، روحي، في المَنام، وروحُها

    فهل ليَ، في كِتمـانِ حُبّـيَ، راحـة ٌ *** ، وهل تنفعنّي بَوحـة ٌ لـو أبوحُهـا!


    --------------------------------------------------------------------------------

    رمى الله، في عيني بثينة َ، بالقذى

    رمى الله، في عيني بثينة َ، بالقـذى *** وفي الغرِّ مـن أنيابهـا، بالقـوادحِ

    رَمَتني بسهمٍ، ريشُهُ الكُحلُ، لم يَضِرْ *** ظواهرَ جلدي، فهوَ في القلب جارحي

    ألا ليتني، قبلَ الذي قلتِ، شِيبَ لي، *** من المُذْعِفِ القاضي سِمامُ الـذّرَارِحِ

    قمـتُّ، ولـم تعلـمُ علـيّ خيانٌـة *** ألا رُبّ باغي الرّبْحِ ليـسَ برابِـحِ

    فـلا تحملهـا، واجعليهـا جنـايـة *** ٍ تروحتُ منها فـي مياحـة ِ مائـحِ

    أبُوءُ بذَنبـي، انّنـي قـد ظَلمْتُهـا، *** وإنـي بباقـي سِرّهـا غيـرُ بائـحِ

    --------------------------------------------------------------------------------

    ألاّ يا غرابُ البينِ، فيمَ تصيحُ


    ألاّ يا غرابُ البينِ، فيمَ تصيحُ *** فصوتُكَ مَشـيٌّ إلـيّ، قَبيـحُ

    وكلَّ غداة ٍ، لا أبا لك، تنتحي *** إليّ فتلقانـي وأنـتَ مشيـحُ

    تحدثني أن لستُ لاقـي نعمٍـة *** بعدتَ، ولا أمسى لديـكَ نيـحُ

    فإن لم تهجني، ذاتَ يومٍ فإنـهّ *** سيكفيكَ ورقاءُ السَّراة ِ، صَدُوحُ

    --------------------------------------------------------------------------------

    هل الحاتمُ العطشانُ مسقى ً بشربة ٍ

    هل الحاتمُ العطشانُ مسقى ً بشربة ٍ *** من المُزْنِ، تُروي ما به، فتُريحُ؟

    فقالت: فنخشى ، إن سقيناكَ شربة ً *** تُخبّـرُ أعدائـي بهـا، فتبـوحُ

    إذنْ، فأباحتني المنايـا، وقادنـي *** إلى أجَلي، عَضبُ السلاح، سَفوحُ

    لَبِئسَ، إذنْ، مأوى الكريمة ِ سرُّها، *** وإني، إذَنْ، من حبّكم، لَصَحِيحُ




    --------------------------------------------------------------------------------

    ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديدُ

    ألا ليـتَ ريعـانَ الشبـابِ جـديـدُ ودهـراً تولـى ، يـا بثيـنَ، يعـودُ

    فنبقـى كمـا كنّـا نكـونُ، وأنـتـمُ قريـبٌ وإذ مـا تبذلـيـنَ زهـيـدُ

    وما أنسَ، مِ الأشياء، لا أنسَ قولهـا وقد قُرّبتْ نُضْوِي: أمصـرَ تريـدُ؟

    ولا قولَها: لولا العيونُ التـي تـرى ، لزُرتُكَ، فاعذُرْني، فدَتـكَ جُـدودُ

    خليلي، ما ألقى مـن الوجـدِ باطـنٌ ودمعي بما أخفـيَ، الغـداة َ، شهيـدُ

    ألا قـد أرى ، واللهِ أنْ ربّ عـبـرة ٍ إذا الـدار شطّـتْ بيننـا، ستَزيـد

    إذا قلتُ: ما بي يـا بثينـة ُ قاتِلـي، من الحبّ، قالـت: ثابـتٌ، ويزيـدُ

    وإن قلتُ: رديّ بعضَ عقلي أعشْ بهِ تولّـتْ وقالـتْ: ذاكَ منـكَ بعيـد!

    فلا أنا مـردودٌ بمـا جئـتُ طالبـاً ، ولا حبهـا فيمـا يبـيـدُ يبـيـدُ

    جزتكَ الجواري، يا بثيـنَ، سلامـة ً إذا مـا خليـلٌ بـانَ وهـو حميـد

    وقلتُ لها، بينـي وبينـكِ، فاعلمـي مـن الله ميـثـاقٌ لــه وعُـهـود

    وقـد كـان حُبّيكُـمْ طريفـاً وتالـداً ، ومـا الحـبُّ إلاّ طـارفٌ وتليـدُ

    وإنّ عَرُوضَ الوصلِ بينـي وبينهـا ، وإنْ سَهّلَتْـهُ بالمنـى ، لـكـؤود

    وأفنيتُ عُمري بانتظـاريَ وَعدهـا، وأبليتُ فيهـا الدهـرَ وهـو جديـد

    فليتَ وشاة َ النـاسِ، بينـي وبينهـا يـدوفُ لهـم سُمّـاً طماطـمُ سُـود

    وليتهمُ، في كـلّ مُمسًـى وشـارقٍ، تُضاعَـفُ أكبـالٌ لـهـم وقـيـود

    ويحسَب نِسوانٌ مـن الجهـلِ أنّنـي إذا جئـتُ، إياهـنَّ كـنـتُ أريــدُ

    فأقسـمُ طرفـي بينهـنّ فيسـتـوي وفـي الصّـدْرِ بَـوْنٌ بينهـنّ بعيـدُ

    ألا ليتَ شعـري، هـلَ أبيتـنّ ليلـة ً بوادي القُـرى ؟ إنـي إذَنْ لَسعيـد!

    وهل أهبِطَنْ أرضـاً تظَـلُّ رياحُهـا لهـا بالثنايـا القـاويـاتِ وئِـيـدُ؟

    وهل ألقينْ سعدى من الدهـرِ مـرة ً وما رثّ من حَبلِ الصّفـاءِ جديـدُ؟

    وقد تلتقـي الأشتـاتُ بعـدَ تفـرقٍ وقد تُـدرَكُ الحاجـاتُ وهـي بعِيـد

    وهل أزجرنْ حرفـاً عـلاة ً شملـة ً بخـرقٍ تباريهـا سـواهـمُ قــودُ

    على ظهرِ مرهوبٍ، كـأنّ نشـوزَهُ، إذا جـاز هُـلاّكُ الطريـق، رُقُـود

    سبتني بعيني جـؤذرٍ وسـطَ ربـربٍ وصـدرٌ كفاثـورِ اللجـيـنَ جـيـدُ

    تزيفُ كمـا زافـتْ إلـى سلفاتهـا مُباهِيـة ٌ، طـيَّ الوشـاحِ، مَـيـود

    إذا جئتُهـا، يومـاً مــن الـدهـرِ، زائراً، تعرّضَ منفوضُ اليدينِ، صَدود

    يصُدّ ويُغضي عن هـواي، ويجتنـي ذنوبـاً عليـهـا، إنّــه لعَـنـود!

    فأصرِمُها خَوفـاً، كأنـي مُجانِـبٌ، ويغفـلُ عــن مــرة ً فنـعـودُ

    ومن يُعطَ في الدنيا قرينـاً كمِثلِهـا، فذلـكَ فـي عيـشِ الحيـاة ِ رشيـدُ

    يموتُ الْهـوى منـي إذا مـا لقِيتُهـا ، ويحيـا، إذا فرقتـهـا، فيـعـودُ

    يقولون: جاهِدْ يـا جميـلُ، بغَـزوة ٍ ، وأيّ جهـادٍ، غيـرهـنّ، أريــدُ

    لكـلّ حـديـثِ بينـهـنّ بشـاشـة ُ وكـلُّ قتـيـلٍ عنـدهـنّ شهـيـدُ

    وأحسـنُ أيامـي، وأبهـجُ عِيشَتـي ، إذا هِيجَ بـي يومـاً وهُـنّ قُعـود

    تذكـرتُ ليلـى ، فالفـؤادُ عمـيـدُ، وشطـتْ نواهـا، فالمـزارُ بعـيـدُ

    علقـتُ الـهـوى منـهـا ولـيـداً، فلم يزلْ إلى اليومِ ينمي حبه ويزيـدُ

    فمـا ذُكِـرَ الخُـلاّنُ إلاّ ذكرتُـهـا، ولا البُخلُ إلاّ قلـتُ سـوف تجـود

    إذا فكرتْ قالـت: قـد أدركـتُ ودهُ وما ضرّني بُخلـي، فكيـف أجـود!

    فلو تُكشَفُ الأحشاءُ صودِف تحتهـا، لبثنـة َ حــبُ طــارفٌ وتلـيـدُ

    ألمْ تعلمـي يـا أمُ ذي الـودعِ أننـي أُضاحكُ ذِكراكُـمْ، وأنـتِ صَلـود؟

    فهـلْ ألقيـنْ فـرداً بثينـة َ ليـلـة ً تجـودُ لنـا مـن وُدّهـا ونجـود؟

    ومن كان في حبي بُثينـة َ يَمتـري، فبرقـاءُ ذي ضـالٍ علـيّ شهـيـدُ

    --------------------------------------------------------------------------------

    ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها

    الم تسـالِ الـدارَ القديمـة َ: هـلَ لهـا بأُمّ حسين، بعـد عهـدكَ، مـن عَهـدِ؟

    سلي الركبَ: هـل عجنـا لمغنـاكِ مـرً صدورُ المطايا، وهـيَ موقـرة ُ تخـدي

    وهل فاضـتِ العيـنُ الشَّـروقُ بمائِهـا ، من أجلكِ، حتى اخضل من دمعها بردي

    وإني لأستَجـري لـكِ الطيـرَ جاهـداً، لتجـري بيمـنٍ مـن لقائـكِ أوْ سعـدِ

    وإنـي لأستبكـي، إذا الرّكـبُ غـرّدوا بذكراكِ، أن يحيا بكِ الركـبُ إذ يحـدي

    فهـل تجزينـي أمُّ عـمـروٍ بـودهـا فإنّ الذي أخفي بهـا فـوقَ مـا أبـدي

    وكـلّ محـبٍ لـم يـزدْ فـوقَ حهـدهِ وقد زدتها في الحبّ منيّ علـى الجهـدِ

    إذا مـا دنـتْ زدتُ اشتياقـاً، إن نـأتْ جزعـتُ لنـأيِ الـدارِ منهـا وللبـعـدِ

    أبى القلـبُ إلاّ حـبَّ بثنـة ِ لـم يـردْ سواها وحـبُّ القلـبِ بثنـة َ لا يجـدي

    تعلّـقَ روحـي روحَهـا قبـل خَلقِـنـا ، ومن بعد ما كنا نطافـاً وفـي المهـدِ

    فـزاد كمـا زدنـا، فأصـبـحَ نامـيـاً ، وليـسَ إذا متنـا بِمُنتقَـضِ العـهـد

    ولكنّـه بـاقٍ عـلـى كــلّ حـالـة ٍ ، وزائِرُنا فـي ظُلمـة ِ القبـرِ واللحـد

    ومـا وجـدتْ وجـدي بـه أمٌ واحــدٍ ولا وجدَ النهـديّ وجـدي علـى هنـدِ

    ولا وجدَ العـذريّ عـروة ُ، إذ قضـى كوجدي، ولا من كان قبلـي ولا بعـدي

    على أنّ منْ قـد مـاتَ صـادفَ راحـة ً، ومـا لفـؤادي مـن رَواحِ ولا رُشـد

    يكـاد فَضِيـضُ المـاءِ يَخـدِشُ جلدَهـا ، إذا اغتسلتْ بالماءِ، من رقـة ِ الجلـدِ

    وإنـي لمشتـاقٌ إلـى ريـح جيبـهـا، كما اشتاقُ إدريـسُ إلـى جنـة ِ الخلـدِ

    لقـد لامـنـي فيـهـا أخٌ ذو قـرابـة ٍ، حبيبٌ إليـه، فـي مَلامتِـه، رُشـدي

    وقال: أفقْ، حتى متى ّ أنتَ هائمٌ ببَثنـة َ ، فيهـا قـد تُعِـيـدُ وقــد تُـبـدي؟

    فقلتُ لـه: فيهـا قضـى الله مـا تـرى عليّ، وهَلْ فيمـا قضـى الله مـن ردّ؟

    فـإن كـان رُشـداً حبُّهـا أو غَـوايـة ً ، فقد جئتهُ مـا كـانَ منـيّ علـى مـدِ

    لقـد لَـجّ ميـثَـاقٌ مــن الله بينـنـا، وليس، لمن لـم يـوفِ الله، مـن عَهْـد

    فلا وأبيها الخيـر، مـا خنـتُ عهدهـا ولا لـيَ عِلْـمٌ بالـذي فعلـتْ بـعـدي

    ومـا زادهـا الواشـونَ إلاّ كـرامـة ً علـيّ، ومـا زالـتْ مودّتُهـا عـنـدي

    أفـي النـاس أمثالـي أحـبَّ، فحالُهـم كحالي، أم أحببـتُ مـن بينهـم وحـدي

    وهل هكـذا يلقَـى المُحبّـونَ مثـلَ مـا لقيتُ بهـا، أم لـم يجـدَ أحـدٌ وجـدي

    يغور، إذا غـارت، فـؤادي، وإن تكـن بنجـدٍ، يَهِـمْ منّـي الفـؤادُ إلـى نجـد

    أتيـتُ بنـيّ سعـدٍ صحيحـاً مسلـمـاً وكانَ سقَـامَ القلـب حُـبُّ بنـي سعـد


    --------------------------------------------------------------------------------

    وعاذلينَ، ألحوا في محبتها

    وعاذليـنَ، ألـحـوا فــي محبتـهـا *** يا ليتَهـم وجَـدوا مثـلَ الـذي أجِـدُ!

    لما أطالـوا عتابـي فيـكِ، قلـتُ لهـم *** لا تكثروا بعضَ هذا اللومِ، واقتصـدوا

    قد ماتَ قبلـي أخـو نهـدٍ، وصاحبـهُ *** مُرَقِّشٌ، واشتفـى مـن عُـروة َ الكمَـدُ

    وكلهـم كـانَ مـنْ عـشـقٍ منيـتـه *** وقد وجدتُ بهـا فـوقَ الـذي وجـدوا

    إنـي لأحسـبُ، أو قـد كـدتُ أعلمـه ، *** أنْ سوفَ تُورِدني الحوض الذي وَرَدوا

    إن لـم تنلنـي بمعـروفٍ تجـودُ بـهِ **** أو يدفعَ اللهث عنـيّ الواحـدُ الصمـدُ

    فما يضـرّ امـرأً، أمسَـى وأنـتِ لـه ، **** أنْ لا يكـونَ مـن الدنيـا لـهُ سنـدُ


    --------------------------------------------------------------------------------

    رحلَ الخليطُ جِمالَهم بِسَوَادِ،

    رحلَ الخليطُ جِمالَهـم بِسَـوَادِ، *** وحدا، على إثرِ الحبيبة ِ، حـادِ

    ما إن شعرتُ، ولا علمتُ بينهم *** حتى سمعتُ به الغُرابَ يُنـادي

    لما رأيتُ البينَ، قلتُ لصاحبـي *** صدعتْ مصدعة ُ القلوب فؤادي

    بانوا، وغودرِ في الديارِ متيـمُ *** كَلِفٌ بذكرِكِ، يا بُثينة ُ، صـادِ

    --------------------------------------------------------------------------------

    تذكرَ منها القلبُ، ما ليسَ ناسياً




    تذكرَ منها القلبُ، ما ليسَ ناسياً *** ملاحة َ قولٍ، يومَ قالـتْ، ومعهـدا

    فإن كنتَ تهوى أوْ تريدُ لقاءنا *** على خلوة ٍ، فاضربْ، لنا منكَ، موعدا

    فقلتُ، ولم أملِكْ سوابِقَ عَبْرة ٍ*** أأحسنُ من هـذي العيشـة ِ مقعـدا

    فقالت: أخافُ الكاشِحِينَ، وأتّقي *** عيوناً، من الواشينَ، حولـي شهـدا

    --------------------------------------------------------------------------------

    يكذبُ أقوالَ الوشاة ِ صدودها

    يكذبُ أقوالَ الوشـاة ِ صدودهـا *** ويجتازها عني، كأنْ لا أريدهـا

    وتحتَ مجاري الدّمعِ منّـا مـودّة ٌ؛ *** تلاحظُ سراً، لا ينادي وليدهـا

    رفعتُ عن الدنيا المنى ّ غيرَ ودها *** فما أسألُ الدنيا، ولا أستزيدُهـا!


    --------------------------------------------------------------------------------

    ليت شعري، أجَفوة ٌ أم دَلالٌ،


    ليت شعري، أجَفـوة ٌ أم دَلالٌ، أم عدوٌ أتـى بثينـة َ بعـدي

    فمريني، أطعكِ في كـلّ أمـرٍ أنتِ، والله، أوجَهُ الناسِ عندي!

    --------------------------------------------------------------------------------

    ليت شعري، أجَفوة ٌ أم دَلالٌ،


    ليت شعري، أجَفـوة ٌ أم دَلالٌ، أم عدوٌ أتـى بثينـة َ بعـدي

    فمريني، أطعكِ في كـلّ أمـرٍ أنتِ، والله، أوجَهُ الناسِ عندي!

    --------------------------------------------------------------------------------

    أتعجَبُ أنْ طرِبْتُ لصوتِ حادِ

    أتعجَبُ أنْ طرِبْتُ لصوتِ حادِ ، حدا بزلاً يسرنَ ببطـنِ وادِ

    فلا تعجَبْ، فإنّ الحُبّ أمسـى ، لبثنة ِ، في السوادِ من الفؤادِ


    --------------------------------------------------------------------------------

    قفي، تسلُ عنكِ النفسُ بالخطة ِ التي


    قفي، تسلُ عنكِ النفسُ بالخطة ِ التي تُطِيلِينَ تَخويفـي بهـا، ووعِيـدي


    فقد طالما من غيرِ شكـوى قبيحـة ٍ رضينا بحكمٍ منـكِ غيـر سديـدِ



    --------------------------------------------------------------------------------

    بني عامرٍ، أنّى انتَجعتُم وكنتمُ،

    بني عامرٍ، أنّى انتَجعتُـم وكنتـمُ، إذا حصلَ الأقوامُ، كالخصية ِ الفردِ


    فأنتم ولأيَ موضعِ الـذلَّ حجـرًة وقُرّة ُ أولـى باعَـلاءِ وبالمجـدِ

    --------------------------------------------------------------------------------

    ألا ليتَ ريعانَ الشبابِ جديدُ

    ألا ليـتَ ريعـانَ الشبـابِ جـديـدُ ودهـراً تولـى ، يـا بثيـنَ، يعـودُ

    فنبقـى كمـا كنّـا نكـونُ، وأنـتـمُ قريـبٌ وإذ مـا تبذلـيـنَ زهـيـدُ

    وما أنسَ، مِ الأشياء، لا أنسَ قولهـا وقد قُرّبتْ نُضْوِي: أمصـرَ تريـدُ؟

    ولا قولَها: لولا العيونُ التـي تـرى ، لزُرتُكَ، فاعذُرْني، فدَتـكَ جُـدودُ

    خليلي، ما ألقى مـن الوجـدِ باطـنٌ ودمعي بما أخفـيَ، الغـداة َ، شهيـدُ

    ألا قـد أرى ، واللهِ أنْ ربّ عـبـرة ٍ إذا الـدار شطّـتْ بيننـا، ستَزيـد

    إذا قلتُ: ما بي يـا بثينـة ُ قاتِلـي، من الحبّ، قالـت: ثابـتٌ، ويزيـدُ

    وإن قلتُ: رديّ بعضَ عقلي أعشْ بهِ تولّـتْ وقالـتْ: ذاكَ منـكَ بعيـد!

    فلا أنا مـردودٌ بمـا جئـتُ طالبـاً ، ولا حبهـا فيمـا يبـيـدُ يبـيـدُ

    جزتكَ الجواري، يا بثيـنَ، سلامـة ً إذا مـا خليـلٌ بـانَ وهـو حميـد

    وقلتُ لها، بينـي وبينـكِ، فاعلمـي مـن الله ميـثـاقٌ لــه وعُـهـود

    وقـد كـان حُبّيكُـمْ طريفـاً وتالـداً ، ومـا الحـبُّ إلاّ طـارفٌ وتليـدُ

    وإنّ عَرُوضَ الوصلِ بينـي وبينهـا ، وإنْ سَهّلَتْـهُ بالمنـى ، لـكـؤود

    وأفنيتُ عُمري بانتظـاريَ وَعدهـا، وأبليتُ فيهـا الدهـرَ وهـو جديـد

    فليتَ وشاة َ النـاسِ، بينـي وبينهـا يـدوفُ لهـم سُمّـاً طماطـمُ سُـود

    وليتهمُ، في كـلّ مُمسًـى وشـارقٍ، تُضاعَـفُ أكبـالٌ لـهـم وقـيـود

    ويحسَب نِسوانٌ مـن الجهـلِ أنّنـي إذا جئـتُ، إياهـنَّ كـنـتُ أريــدُ

    فأقسـمُ طرفـي بينهـنّ فيسـتـوي وفـي الصّـدْرِ بَـوْنٌ بينهـنّ بعيـدُ

    ألا ليتَ شعـري، هـلَ أبيتـنّ ليلـة ً بوادي القُـرى ؟ إنـي إذَنْ لَسعيـد!

    وهل أهبِطَنْ أرضـاً تظَـلُّ رياحُهـا لهـا بالثنايـا القـاويـاتِ وئِـيـدُ؟

    وهل ألقينْ سعدى من الدهـرِ مـرة ً وما رثّ من حَبلِ الصّفـاءِ جديـدُ؟

    وقد تلتقـي الأشتـاتُ بعـدَ تفـرقٍ وقد تُـدرَكُ الحاجـاتُ وهـي بعِيـد

    وهل أزجرنْ حرفـاً عـلاة ً شملـة ً بخـرقٍ تباريهـا سـواهـمُ قــودُ

    على ظهرِ مرهوبٍ، كـأنّ نشـوزَهُ، إذا جـاز هُـلاّكُ الطريـق، رُقُـود

    سبتني بعيني جـؤذرٍ وسـطَ ربـربٍ وصـدرٌ كفاثـورِ اللجـيـنَ جـيـدُ

    تزيفُ كمـا زافـتْ إلـى سلفاتهـا مُباهِيـة ٌ، طـيَّ الوشـاحِ، مَـيـود

    إذا جئتُهـا، يومـاً مــن الـدهـرِ، زائراً، تعرّضَ منفوضُ اليدينِ، صَدود

    يصُدّ ويُغضي عن هـواي، ويجتنـي ذنوبـاً عليـهـا، إنّــه لعَـنـود!

    فأصرِمُها خَوفـاً، كأنـي مُجانِـبٌ، ويغفـلُ عــن مــرة ً فنـعـودُ

    ومن يُعطَ في الدنيا قرينـاً كمِثلِهـا، فذلـكَ فـي عيـشِ الحيـاة ِ رشيـدُ

    يموتُ الْهـوى منـي إذا مـا لقِيتُهـا ، ويحيـا، إذا فرقتـهـا، فيـعـودُ

    يقولون: جاهِدْ يـا جميـلُ، بغَـزوة ٍ ، وأيّ جهـادٍ، غيـرهـنّ، أريــدُ

    لكـلّ حـديـثِ بينـهـنّ بشـاشـة ُ وكـلُّ قتـيـلٍ عنـدهـنّ شهـيـدُ

    وأحسـنُ أيامـي، وأبهـجُ عِيشَتـي ، إذا هِيجَ بـي يومـاً وهُـنّ قُعـود

    تذكـرتُ ليلـى ، فالفـؤادُ عمـيـدُ، وشطـتْ نواهـا، فالمـزارُ بعـيـدُ

    علقـتُ الـهـوى منـهـا ولـيـداً، فلم يزلْ إلى اليومِ ينمي حبه ويزيـدُ

    فمـا ذُكِـرَ الخُـلاّنُ إلاّ ذكرتُـهـا، ولا البُخلُ إلاّ قلـتُ سـوف تجـود

    إذا فكرتْ قالـت: قـد أدركـتُ ودهُ وما ضرّني بُخلـي، فكيـف أجـود!

    فلو تُكشَفُ الأحشاءُ صودِف تحتهـا، لبثنـة َ حــبُ طــارفٌ وتلـيـدُ

    ألمْ تعلمـي يـا أمُ ذي الـودعِ أننـي أُضاحكُ ذِكراكُـمْ، وأنـتِ صَلـود؟

    فهـلْ ألقيـنْ فـرداً بثينـة َ ليـلـة ً تجـودُ لنـا مـن وُدّهـا ونجـود؟

    ومن كان في حبي بُثينـة َ يَمتـري، فبرقـاءُ ذي ضـالٍ علـيّ شهـيـدُ


    --------------------------------------------------------------------------------

    ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها

    الم تسـالِ الـدارَ القديمـة َ: هـلَ لهـا بأُمّ حسين، بعـد عهـدكَ، مـن عَهـدِ؟

    سلي الركبَ: هـل عجنـا لمغنـاكِ مـرً صدورُ المطايا، وهـيَ موقـرة ُ تخـدي

    وهل فاضـتِ العيـنُ الشَّـروقُ بمائِهـا ، من أجلكِ، حتى اخضل من دمعها بردي

    وإني لأستَجـري لـكِ الطيـرَ جاهـداً، لتجـري بيمـنٍ مـن لقائـكِ أوْ سعـدِ

    وإنـي لأستبكـي، إذا الرّكـبُ غـرّدوا بذكراكِ، أن يحيا بكِ الركـبُ إذ يحـدي

    فهـل تجزينـي أمُّ عـمـروٍ بـودهـا فإنّ الذي أخفي بهـا فـوقَ مـا أبـدي

    وكـلّ محـبٍ لـم يـزدْ فـوقَ حهـدهِ وقد زدتها في الحبّ منيّ علـى الجهـدِ

    إذا مـا دنـتْ زدتُ اشتياقـاً، إن نـأتْ جزعـتُ لنـأيِ الـدارِ منهـا وللبـعـدِ

    أبى القلـبُ إلاّ حـبَّ بثنـة ِ لـم يـردْ سواها وحـبُّ القلـبِ بثنـة َ لا يجـدي

    تعلّـقَ روحـي روحَهـا قبـل خَلقِـنـا ، ومن بعد ما كنا نطافـاً وفـي المهـدِ

    فـزاد كمـا زدنـا، فأصـبـحَ نامـيـاً ، وليـسَ إذا متنـا بِمُنتقَـضِ العـهـد

    ولكنّـه بـاقٍ عـلـى كــلّ حـالـة ٍ ، وزائِرُنا فـي ظُلمـة ِ القبـرِ واللحـد

    ومـا وجـدتْ وجـدي بـه أمٌ واحــدٍ ولا وجدَ النهـديّ وجـدي علـى هنـدِ

    ولا وجدَ العـذريّ عـروة ُ، إذ قضـى كوجدي، ولا من كان قبلـي ولا بعـدي

    على أنّ منْ قـد مـاتَ صـادفَ راحـة ً، ومـا لفـؤادي مـن رَواحِ ولا رُشـد

    يكـاد فَضِيـضُ المـاءِ يَخـدِشُ جلدَهـا ، إذا اغتسلتْ بالماءِ، من رقـة ِ الجلـدِ

    وإنـي لمشتـاقٌ إلـى ريـح جيبـهـا، كما اشتاقُ إدريـسُ إلـى جنـة ِ الخلـدِ

    لقـد لامـنـي فيـهـا أخٌ ذو قـرابـة ٍ، حبيبٌ إليـه، فـي مَلامتِـه، رُشـدي

    وقال: أفقْ، حتى متى ّ أنتَ هائمٌ ببَثنـة َ ، فيهـا قـد تُعِـيـدُ وقــد تُـبـدي؟

    فقلتُ لـه: فيهـا قضـى الله مـا تـرى عليّ، وهَلْ فيمـا قضـى الله مـن ردّ؟

    فـإن كـان رُشـداً حبُّهـا أو غَـوايـة ً ، فقد جئتهُ مـا كـانَ منـيّ علـى مـدِ

    لقـد لَـجّ ميـثَـاقٌ مــن الله بينـنـا، وليس، لمن لـم يـوفِ الله، مـن عَهْـد

    فلا وأبيها الخيـر، مـا خنـتُ عهدهـا ولا لـيَ عِلْـمٌ بالـذي فعلـتْ بـعـدي

    ومـا زادهـا الواشـونَ إلاّ كـرامـة ً علـيّ، ومـا زالـتْ مودّتُهـا عـنـدي

    أفـي النـاس أمثالـي أحـبَّ، فحالُهـم كحالي، أم أحببـتُ مـن بينهـم وحـدي

    وهل هكـذا يلقَـى المُحبّـونَ مثـلَ مـا لقيتُ بهـا، أم لـم يجـدَ أحـدٌ وجـدي

    يغور، إذا غـارت، فـؤادي، وإن تكـن بنجـدٍ، يَهِـمْ منّـي الفـؤادُ إلـى نجـد


    --------------------------------------------------------------------------------

    وعاذلينَ، ألحوا في محبتها

    وعاذليـنَ، ألـحـوا فــي محبتـهـا *** يا ليتَهـم وجَـدوا مثـلَ الـذي أجِـدُ!

    لما أطالـوا عتابـي فيـكِ، قلـتُ لهـم *** لا تكثروا بعضَ هذا اللومِ، واقتصـدوا

    قد ماتَ قبلـي أخـو نهـدٍ، وصاحبـهُ *** مُرَقِّشٌ، واشتفـى مـن عُـروة َ الكمَـدُ

    وكلهـم كـانَ مـنْ عـشـقٍ منيـتـه *** وقد وجدتُ بهـا فـوقَ الـذي وجـدوا

    إنـي لأحسـبُ، أو قـد كـدتُ أعلمـه ، *** أنْ سوفَ تُورِدني الحوض الذي وَرَدوا

    إن لـم تنلنـي بمعـروفٍ تجـودُ بـهِ **** أو يدفعَ اللهث عنـيّ الواحـدُ الصمـدُ

    فما يضـرّ امـرأً، أمسَـى وأنـتِ لـه ، **** أنْ لا يكـونَ مـن الدنيـا لـهُ سنـدُ


    --------------------------------------------------------------------------------

    رحلَ الخليطُ جِمالَهم بِسَوَادِ،

    رحلَ الخليطُ جِمالَهـم بِسَـوَادِ، *** وحدا، على إثرِ الحبيبة ِ، حـادِ

    ما إن شعرتُ، ولا علمتُ بينهم *** حتى سمعتُ به الغُرابَ يُنـادي

    لما رأيتُ البينَ، قلتُ لصاحبـي *** صدعتْ مصدعة ُ القلوب فؤادي

    بانوا، وغودرِ في الديارِ متيـمُ *** كَلِفٌ بذكرِكِ، يا بُثينة ُ، صـادِ



    --------------------------------------------------------------------------------

    تذكرَ منها القلبُ، ما ليسَ ناسياً




    تذكرَ منها القلبُ، ما ليسَ ناسياً *** ملاحة َ قولٍ، يومَ قالـتْ، ومعهـدا

    فإن كنتَ تهوى أوْ تريدُ لقاءنا *** على خلوة ٍ، فاضربْ، لنا منكَ، موعدا

    فقلتُ، ولم أملِكْ سوابِقَ عَبْرة ٍ*** أأحسنُ من هـذي العيشـة ِ مقعـدا

    فقالت: أخافُ الكاشِحِينَ، وأتّقي *** عيوناً، من الواشينَ، حولـي شهـدا


    --------------------------------------------------------------------------------

    يكذبُ أقوالَ الوشاة ِ صدودها

    يكذبُ أقوالَ الوشـاة ِ صدودهـا *** ويجتازها عني، كأنْ لا أريدهـا

    وتحتَ مجاري الدّمعِ منّـا مـودّة ٌ؛ *** تلاحظُ سراً، لا ينادي وليدهـا

    رفعتُ عن الدنيا المنى ّ غيرَ ودها *** فما أسألُ الدنيا، ولا أستزيدُهـا

    --------------------------------------------------------------------------------

    ليت شعري، أجَفوة ٌ أم دَلالٌ،


    ليت شعري، أجَفـوة ٌ أم دَلالٌ، أم عدوٌ أتـى بثينـة َ بعـدي

    فمريني، أطعكِ في كـلّ أمـرٍ أنتِ، والله، أوجَهُ الناسِ عندي!

    --------------------------------------------------------------------------------

    أتعجَبُ أنْ طرِبْتُ لصوتِ حادِ

    أتعجَبُ أنْ طرِبْتُ لصوتِ حادِ ، حدا بزلاً يسرنَ ببطـنِ وادِ

    فلا تعجَبْ، فإنّ الحُبّ أمسـى ، لبثنة ِ، في السوادِ من الفؤادِ





    --------------------------------------------------------------------------------

    قفي، تسلُ عنكِ النفسُ بالخطة ِ التي


    قفي، تسلُ عنكِ النفسُ بالخطة ِ التي تُطِيلِينَ تَخويفـي بهـا، ووعِيـدي


    فقد طالما من غيرِ شكـوى قبيحـة ٍ رضينا بحكمٍ منـكِ غيـر سديـدِ

    --------------------------------------------------------------------------------

    بني عامرٍ، أنّى انتَجعتُم وكنتمُ،

    بني عامرٍ، أنّى انتَجعتُـم وكنتـمُ، إذا حصلَ الأقوامُ، كالخصية ِ الفردِ


    فأنتم ولأيَ موضعِ الـذلَّ حجـرًة وقُرّة ُ أولـى باعَـلاءِ وبالمجـدِ



    إذا الناسُ هابوا خَزية ً، ذهبتْ بها



    إذا الناسُ هابوا خَزية ً، ذهبتْ بها *** أحبُّ المخازي: كهلهـا ووليدهـا

    لعمرث عجوزٍ طرّقتْ بك إنـي، *** عُميرَ بنَ رَملٍ، لابنُ حربٍ أقودها

    بنفسي، فلا تقطَعْ فـؤادَك ضِلّـة ً، *** كذلك حزني: وعثها وصعودها




    --------------------------------------------------------------------------------

    أنا جمِيلٌ في السنّامِ من مَعَدّ،

    أنا جمِيلٌ في السنّامِ مـن مَعَـدّ، *** في الذّروَة ِ العَلياء، والرّكن الأشدّ

    والبيتِ من سعدِ بن زيدٍ والعـددْ، *** ما يبتغي الأعـداءُ منّـي، ولقـدْ

    أُضْرِيَ بالشّـمِ لسانـي ومَـرَدْ، *** أقودُ مَن شِئتُ، وصَعبٌ لـم أُقَـدْ





    --------------------------------------------------------------------------------

    أتَهْجُرُ هذا الرَّبْعَ، أم أنتَ زَائرُهْ،


    أتَهْجُرُ هذا الرَّبْعَ، أم أنتَ زَائرُهْ، وكيفَ يُزَارُ الرَّبْعُ قد بانَ عامِرُه؟

    رأيتكَ تأتي البيتَ تُبغِضُ أهْلَـهُ، وقلبُكَ في البيتِ اذي أنتَ هاجِرُهْ

    --------------------------------------------------------------------------------

    لا والذي تسجدُ الجباهُ لهُ،

    لا والذي تسجدُ الجباهُ لهُ، ما لي بما دون ثوبها خبرٌ

    ولا بفِيها، ولا همَمتُ به، ما كانَ إلاّ الحديثُ والنظرُ

    --------------------------------------------------------------------------------

    ما أنسَ، ولا أنسَ منها نظرة سلفت،

    ما أنسَ، ولا أنسَ منها نظرة سلفت ، بالحِجْرِ، يومَ جَلْتها أُمُّ منظـورِ

    ولا انسلابتهـا خرسـاً جبائرهـا، إليّ، من ساقط الـوراقِ، مستـورِ


    --------------------------------------------------------------------------------

    وكان التفرّقُ عندَ الصّباحِ،

    وكان التفرّقُ عندَ الصّباحِ، عن مِثْلِ رائِحَة ِ العَنْبَـرِ

    خَلِيلانِ، لم يَقرُبا ريبَـة ً ، ولم يستخفا إلى منكـرِ

    --------------------------------------------------------------------------------

    أبوكَ حُبابٌ، سارقُ الضيفِ بُردَه،


    أبوكَ حُبابٌ، سارقُ الضيفِ بُـردَه، وجديَّ، يا شمـاخُ، فـارسُ شمـرا

    بنو الصالحينَ الصالحونَ، ومن يكنْ لآباءِ سَـوءٍ، يَلقَهُـمْ حيـثُ سُيّـرا

    فإن تغضبوا من قسمـة ِ اللهّ فيكـمُ ، فَلَلّهُ، إذ لم يُرضِكُمْ، كان أبصَـرا

    --------------------------------------------------------------------------------

    لَعَمْرُكِ، ما خوّفتِني من مَخافة ٍ،

    لَعَمْرُكِ، ما خوّفتِني مـن مَخافـة ٍ، بثينَ، ولا حذرتني موضعَ الحذرْ

    فأقسمُ، لا يلفى لي اليـومَ غـرة ٌ ، وفي الكفّ مني صارمٌ قاطعٌ ذكرْ

    --------------------------------------------------------------------------------

    إنّ أحَبّ سُفَّلٌ أشرارُ،


    إنّ أحَبّ سُفَّلٌ أشرارُ، حُثالة ٌ، عـودُهــمُ خَـــوّارُ

    أذلُّ قوم، حينَ يُدعى الجارُ، كما أذَلَّ الحـرثَ النخّـارُ

    --------------------------------------------------------------------------------

    سقى منزلينا، يا بثينَ، بحاجرٍ،



    سـقـى منزلـيـنـا، يـــا بـثـيـنَ، بـحـاجـرٍ، عـلـى الـهـجـرِ مـنّــا، صَـيِّــفٌ وربِـيــعُ

    ودوركِ، يـــا لـيـلـى ، وإن كـــنّ بـعـدنــا بـلـيـنِ بـلــى ً، لـــم تبـلـهـنّ ربــــوعُ

    وخَيـمـاتِـكِ الـلاتــي بـمُـنـعَـرَجِ الــلّــوى ، لـقُـمـريّـهـا، بالـمـشـرقـيـن، سَـجِــيــعُ

    يـزعـزعُ فـيـهـا الـريــحُ، كـــلَّ عـشـيـة ً، هـزيــمٌ، بـســلافِ الــريــاحُ، رجــيــعُ

    وإنــيَ، أن يَعـلـى بــكِ الـلّــومُ، أو تُـــرَيْ بـــدارِ أذًى ، مـــن شــامــتٍ لَــجــزُوع

    وإنــي عـلـى الـشـيء الــذي يُلـتَـوى بــه، وإن زجـرتــنــي زجـــــرة ً، لــوريـــعُ

    فقـدتـكِ مـــن نـفــسٍ شـعــاعٍ!، فـإنـنـي، نهـيـتُـكِ عـــن هـــذا، وأنـــتِ جَـمـيــع

    فقــربتِ لي غيرَ القـــــريبِ، وأشـــــــــــرفتِ هنـــــــــــــــاكَ ثنايا، ما لهنّ طُلـــــــــوع

    يـقـولـون: صَـــبٌّ بـالـغـوانـي مــوكَّــلٌ، وهــلْ ذاكَ، مــن فـعـلِ الـرجــال، بـديــع؟

    وقـالـوا: رعـيـت اللّـهـوَ، والـمـالُ ضـائــعٌ،

    --------------------------------------------------------------------------------

    خلِيليّ، عوجا اليومَ حتى تُسَلّما


    خلِيليّ، عوجـا اليـومَ حتـى تُسَلّمـا على عذبة ِ الأنيـاب، طيبـة ِ النشـرِ

    فإنكمـا إن عُجتمـا لــيَ سـاعـة ً، شكرتكما ، حتى أغيّبَ فـي قبـري

    ألما بهـا، ثـم اشفعـا لـي، وسلّمـا عليها، سقاها اللهُ مـن سائـغِ القطـرِ

    وبوحا بذكري عند بثنـة َ ، وانظـرا أترتاحُ يومـاً أم تهـشُّ إلـى ذكـري

    فإن لم تكنْ تقطعْ قُـوى الـودّ بيننـا ، ولم تنسَ ما أسلفتُ في سالفِ الدهـرِ

    فسوف يُرى منهـا اشتيـاقٌ ولوعـة ٌ ببينٍ، وغربٌ مـن مدامعهـا يجـري

    وإن تكُ قد حالتْ عـن العهـدِ بَعدنـا ، وأصغتْ إلى قولِ المؤنّبِ والمزري

    فسوف يُرى منها صدودٌ، ولـم تكـن، بنفسيَ، من أهـل الخِيانـة ِ والغَـدر

    أعـوذ بـكَ اللهمُ أن تشحـطَ النـوى ببثنة َ في أدنـى حياتـي ولا حَشْـري

    وجـاور، إذا مـتُّ ، بينـي وبينهـا، فيا حبّذا موتـي إذا جـاورت قبـري!

    عدِمتُكَ من حبٍّ، أمـا منـك راحـة ٌ ، وما بكَ عنّي من تَـوانٍ ولا فَتْـر؟

    ألا أيّها الحـبّ المُبَـرِّحُ، هـل تـرى أخا كلَفٍ يُغرى بحـبٍّ كمـا أُغـري؟

    أجِدَّكَ لا تَبْلـى ، وقـد بلـيَ الهـوى ، ولا ينتهـي حبّـي بثينـة َ للزّجـرِ

    هي البدرُ حسنـاً، والنسـاءُ كواكـبٌ، وشتّانَ مـا بيـن الكواكـب والبـدر!

    لقد فضّلتْ حسناً علـى النـاس مثلمـا على ألفِ شهرٍ فضّلـتْ ليلـة القـدرِ

    عليهـا سـلامُ اللهِ مـن ذي صبابـة ٍ ، وصبٍّ معنّى ً بالوسـاوس والفكـرِ

    وإنّكمـا، إن لـم تَعُـوجـا، فإنّـنـي سأصْرِف وجدي، فأذنا اليومَ بالهَجـر

    أيَبكي حَمامُ الأيـكِ مـن فَقـد إلفـه، وأصبِرُ؟ ما لي عن بثينة َ من صبـر!

    وما ليَ لا أبكي، وفـي الأيـك نائـحٌ ، وقد فارقتني شختهُ الكشح والخصـرِ

    يقولـون: مسحـورٌ يجـنُّ بذكرهـا، وأقسم ما بي مـن جنـونٍ ولا سحـرِ

    وأقسـمُ لا أنسـاكِ مـا ذرَّ شــارقٌ ومـا هـبّ آلٌ فـي مُلمَّعـة ٍ قـفـر

    وما لاحَ نجـمٌ فـي السمـاءِ معلّـقٌ، وما أورقَ الأغصانُ من فنـنِ السـدرِ

    لقد شغفـتْ نفسـي، بثيـنَ، بذكركـم كما شغفَ المخمورُ، يا بثـنَ بالخمـرِ

    ذكرتُ مقامـي ليلـة َ البـانِ قابضـاً على كفِّ حـوراءِ المدامـعِ كالبـدرِ

    فكِدتُ، ولـم أمْلِـكْ إليهـا صبَابَـة ً ، أهيمُ، وفاضَ الدمعُ مني على نحري

    فيا ليتَ شِعْـري هـلْ أبيتـنّ ليلـة ً كليلتنا، حتى نـرى ساطِـعَ الفجـر،

    تجـودُ علينـا بالحـديـثِ، وتــارة ً تجودُ علينا بالرُّضـابِ مـن الثغـر

    فيا ليتَ ربي قـد قضـى ذاكَ مـرّة ً ، فيعلمَ ربي عند ذلـك مـا شكـري

    ولـو سألـتْ منـي حياتـي بذلتهـا، وجُدْتُ بها، إنْ كان ذلك مـن أمـري

    مضى لي زمـانٌ، لـو أُخَيَّـرُ بينـه ، وبين حياتـي خالـداً آخـرَ الدهـرِ

    لقلـتُ: ذرونـي سـاعـة ً وبثيـنـة ً على غفلة ِ الواشينَ، ثم اقطعوا عمري

    مُفَلَّجـة ُ الأنيـابِ، لـو أنّ ريقَـهـا يداوى به الموتى ، لقاموا به من القبرِ

    إذا ما نظمتُ الشعرَ في غيرِ ذكرهـا، أبى ، وأبيها، أن يطاوعنـي شعـري

    فلا أُنعِمتْ بعدي، ولا عِشـتُ بعدهـا، ودامت لنا الدنيا إلى ملتقـى الحشـرِ



    --------------------------------------------------------------------------------

    لما دنا البينُ، بينَ الحيَّ، واقتسموا


    لما دنا البينُ، بينَ الحيَّ، واقتسموا حبلَ النوى ، فهو في أيديهم قطعُ

    جادتْ بأدمُعِها ليلى ، وأعجلنـي وشكُ الفراقِ، فما أبقي ومـا أدعُ

    يا قلبُ مـا عيشـي بـذي سلـمٍ ، لا الزمانُ، الذي قد مرّ، مرتجعُ

    أكلّمـا بـانَ حَـيٌّ، لا تُلائِمهـمْ ، ولا يُبالونَ أنْ يَشتاقَ مَن فجَعوا

    علقتني بهوى ّ مردٍ، فقد جعلـتْ من الفِراقِ، حَصاة ُ القلب تَنصدِعُ

    --------------------------------------------------------------------------------

    ألا نادِ عيراً من بثينة ُ، ترتعي،


    ألا نادِ عيراً مـن بثينـة ُ، ترتعـي ، نودِّعْ على شَحْطِ النوى ، وتـودِّعِ

    وحثوا على جمع الركـاب، وقربـوا جِمالاً، ونوقاً جِلّة ً، لـم تَضَعضَـعِ

    أُعيذُكِ بالرّحمن مـن عيـشِ شِقـوَة ٍ، وأن طعمي، يوماً، إلى غيرِ مطمعِ!

    إذا ما ابنُ معلـونٍ تحـدرَّ رشحـهُ عليكِ، فموتي بعد ذلـكَ، أودعـيِ!

    مللنَ، ولم أمللْ، وما كنـتُ سائمـاً لإجمالِ سعدى ، ما أنخـن بجعجـعِ

    ألا قـد أرى ، إلاّ بثينـة َ، ههـنـا ، لنا بعدَ ذا المُصطـافِ والمُترَبَّـعِ

    --------------------------------------------------------------------------------

    عرفتُ مصيفِ الحيَّ، والمتربعا،

    عرفتُ مصيفِ الحيَّ، والمتربعا، كما خطتِ الكفَّ الكتابِ المرجعا

    معارِفُ أطلالٍ لِبثنَة َ، أصبَحَتْ مَعارفُها قَفْراً، من الحيِّ، بَلقَعـا

    مَعارِفُ للخَودِ التي قُلتُ: أجمِلي إلينا، فقد أصفيتِ بالودّ أجمعـا

    فقالتْ: أفِقْ، ما عندنا لكَ حاجة ٌ، وقد كنتَ عنـا عـزاءٍ مشيعـا

    فقلتُ لها: لو كنتُ أعطيتُ عنكم عَزاءً، لأقللتُ، الغَدَاة َ، تضرُّعا

    فقالت: أكلَّ الناسِ أصبحتَ مانِحاً لسانكَ، كيما أن تغرَّ وتخدعـا؟

    --------------------------------------------------------------------------------

    يا صاحِ، عن بعضِ الملامة ِ أقصرِ،


    يا صاحِ، عن بعضِ الملامة ِ أقصرِ، إنّ المنـى لَلِـقـاءُ أُمّ المِـسْـوَرِ

    وأكنّ طارقها، على علـل الكـرى ، ولنجمُ، وهنـاً قـد دنـا لتغـوّرِ

    يستـافُ رِيـحَ مدامـة ٍ معجونـة ٍ بذكيِّ مِسـكٍ، أو سَحِيـقِ العنبـرِ

    إنـي لأحفـظُ غيبَكـم ويسـرّنـي ، لو تعلمينَ، بصالـحٍ أن تذكـري

    ويكون يومٌ، لا أرى لـكِ مُرسَـلاً، أو نلتقـي فيـه، علـيّ كأشْـهُـر

    يـا ليتنـي ألقـى المنيّـة بغـتـة ً، إنْ كانَ يـومُ لقائكـم لـم يُقْـدَر

    أو أستطيعُ تجلّـداً عـن ذكركـم، فيفيقَ بعـضُ صبابتـي وتفكّـري

    لو تعلمين بما أجنُّ مـن الهـوى ، لعَذَرتِ، أو لظلمتِ إن لـم تَعـذرِي

    واللهِ، ما للقلـب، مـن علـمٍ بهـا ، غيرُ الظنونِ وغيرُ قولِ المخبـرِ

    لا تحسبـي أنـي هجرتـكِ طائعـاً حَدَثٌ، لَعَمْرُكِ، رائـعٌ أن تُهجـري

    ولتبكينّـي الباكيـاتُ، وإنْ أبــحْ، يوماً، بسـرِّكِ مُعلنـاً، لـم أُعـذَر

    يهواكِ، ما عشتُ، الفؤادُ، فإن أمُتْ، يتبعْ صدايَ صـداكِ بيـن الأقبـرِ

    إني إليـكِ، بمـا وعـدتِ، لناظـرٌ نظرَ الفقيـرِ إلـى الغنـيِّ المكثـرِ

    تقضى الديونُ، وليس ينجزُ موعـداً هذا الغريـمُ لنـا، وليـس بمُعسِـر

    ما أنتِ، والوعـدَ الـذي تعديننـي ، إلاّ كبـرقِ سحابـة ٍ لـم تمطـرِ

    قلبي نصَحتُ له، فـردّ نصِيحتـي، فمتـى هَجرَتِيـه، فمنـه تَكَثَّـري


    --------------------------------------------------------------------------------

    أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟


    أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟ أبنْ لي: أغادٍ أنـت، أم متهجّـرُ؟

    فإنك، إن لا تَقضِني ثِنْيَ ساعـة ٍ، فكلُّ امرىء ٍ ذي حاجـة ٍ متيسّـرُ

    فإن كنتَ قد وطنتَ نفسـاً بحبهـا، فعند ذوي الأهـواء وردٌ ومصـدرُ

    وآخرُ عهدٍ لي بها يـومَ ودعـتْ، ولاحَ لهـا خـدٌّ مليـحٌ ومحجـرُ

    عشية َ قالـت: لا تضيعـنّ سرّنـا ، إذا غبتَ عنا، وارعهُ حين تدبـرُ

    وطَرفَكَ، إمّـا جِئتنـا، فاحفَظنّـهُ ، فذَيْعُ الهوى بـادٍ لمـن يتبصّـر

    وأعرضْ إذا لاقيتَ عينـاً تخافهـا ، وظاهرْ ببغضٍ، إنّ ذلـك أستـرُ

    فإِنَّـكَ إِنْ عَرَّضْـتَ فِينـا مَقَالَـة ً يَزِدْ، في الَّذِي قَدْ قُلْتَ، واشٍ ويُكْثِر

    وينشرُ سرّاً في الصديقِ وغيـره، يعزُّ علينـا نشـرهُ حيـن ينشـرُ

    فما زِلتَ في إعمال طَرفِكَ نحونـا ، إذا جئتَ، حتى كاد حبّكَ يظهـرُ

    لأهليَ، حتى لامني كـلُّ ناصِـحٍ، وإني لأعصي نَهيهمْ حيـن أُزجَـر

    وما قلتُ هـذا، فاعلَمـنّ، تجنّبـاً لصرمٍ، ولا هذا بنا عنـكَ يقصـرُ

    ولكنّنـي، أهلـي فـداؤك، أتّقـي عليك عيونَ الكاشِحيـن، وأحـذَر

    وأخشى بني عمّي عليـك، وإنّمـا يخافُ ويتقـي عرضـهُ المتفكـرُ

    وأنت امرؤ من أهل نجدٍ، وأهلُنـا تَهـامٍ، فمـا النجـديّ والمتغـوّر!

    غريبٌ، إذا ما جئتَ طالبَ حاجـة ٍ ، وحوليَ أعـداءٌ، وأنـتَ مُشهَّـر

    وقد حدّثوا أنّا التقَينا علـى هَـوى ً، فكُلّهمُ من حَملِـه الغيـظَ مُوقَـر

    فقلتُ لها: يا بثنَ، أوصيتِ حافظاً، وكلُّ امرىء ٍ ، لم يرعهُ الله، معورُ

    فإن تكُ أُمُّ الجَهـم تَشكـي مَلامَـة ًً إليّ، فما ألقَى من اللـومِ أكْثَـر

    سأمنَحُ طَرفي، حين ألقاكِ، غيرَكـم ، لكيما يروا أنّ الهوى حيث أنظر

    أقلّبُ طرفي فـي السمـاءِ، لعلـه يوافقُ طَرفي طَرفَكُمْ حيـن يَنظُـر

    وأكنـي بأسمـاءٍ سـواكِ، وأتقـي زِيارَتَكُـمْ، والـحُـبّ لا يتغـيّـرُ

    فكـم قـد رأينـا واجِـداً بحبيبـة ٍ، إذا خافَ، يُبدي بُغضَهُ حين يظهر

    --------------------------------------------------------------------------------

    تقولُ بثينة ُ لما رأتْ



    تقولُ بثينة ُ لما رأتْ *** فُنُوناً مِنَ الشَّعَرِ الأحْمَرِ:

    كبرتَ، جميلُ، وأودى الشبابُ،*** فقلتُ: بثينَ، ألا فاقصري

    أتَنسيَنَ أيّامَنَا باللّوَى ،*** وأيامَنا بذوي الأجفَرِ؟

    أما كنتِ أبصرتني مرّة ً،*** لياليَ، نحنُ بذي جَهْوَر

    لياليَ، أنتم لنا جيرة ٌ،*** ألا تَذكُرينَ؟ بَلى ، فاذكُري!

    وإِذْ أَنَا أَغْيَدُ، غَضُّ الشَّبَابِ،*** أَجرُّ الرِّداءَ مَعَ المِئْزَرِ،

    وإذ لمتني كجناحِ الغرابِ، *** تُرجَّلُ بالمِسكِ والعَنْبَرِ

    فَغَيّرَ ذلكَ ما تَعْلَمِينَ، *** تغيّرَ ذا الزمنِ المنكرِ

    وأنتش كلؤلؤة ِ المرزبانِ، *** بماءِ شبابكِ، لم تُعصِري

    قريبانِ، مَربَعُنَا واحِدٌ، *** فكيفَ كَبِرْتُ ولم تَكْبَري؟..

    --------------------------------------------------------------------------------

    زورا بثينة ، فالحبيبُ مزورٌ،


    زورا بثينـة ، فالحبيـبُ مـزورٌ، إنّ الزيـارة َ، للمحـبِّ، يسـيـرُ

    إنّ الترحُّـلَ أن تَلَبّـسَ أمـرُنَـا، وأعتاقنـا قَـدَرٌ أُحِــمَّ بَـكُـورُ

    إني، عَشِيّة َ رُحتُ، وهي حزينة ٌ، تشكـو إلـيّ صبابـة ً، لصبـورُ

    وتقول: بتْ عندي، فديتـكَ ليلـة ً أشكـو إليـكَ، فـإنّ ذاكَ يَسيـرُ

    غـرّاءُ مِبسـامٌ كـأنّ حديثـهـا دُرٌّ تـحـدّرَ نَظـمُـه، منـثـور

    محطوطة ُ المَتنين، مُضمَرة ُ الحشا ، رَيّا الروادفِ، خَلّقُهـا مَمكُـور

    لا حسنهـا حسـنُ، لا كدلالـهـا دَلٌّ، ولا كـوقَـارهـا تـوقـيـر

    إنّ اللسـانَ بذكرهـا لمـوكـلُ، والقلبُ صادٍ، والخواطِـرُ صُـور

    ولئن جَزَيـتِ الـودَّ منّـي مثلَـهُ ، إني بذلـكَ، يـا بثيـنَ، جديـرُ



    --------------------------------------------------------------------------------

    أفقْ، قد أفاقَ العاشقونَ، وفارقوا


    أفقْ، قد أفاقَ العاشقـونَ، وفارقـوا الهوى ، واستمرّتْ بالرجالِ المرائِرُ

    فقد ضـلّ، إلاّ أنْ تقضـي حاجـة ً ببرقٍ حفيـرٍ، دمعـكَ المتبـادرُ

    وهبها كشيءٍ لم يكـنْ، أو كنـازحٍ به الدارُ، أو مـن غَيّبَتْـهُ المقابـرُ

    أألحَقُّ، إن دارُ الرّبـابِ تَباعـدتْ، أو أنَ شطّ وليٌ، أنّ قلبـكَ طائـرُ

    لعمريَ، ما استودعتُ سريَ وسرها سوانا، حذاراً أن تشيـعَ السرائـرُ

    ولا خاطبتْهـا مُقلتـايَ بنـظـرة ٍ، فتعلمَ نجوانا العيـونُ النواظـرُ

    ولكن جعلتُ اللحظَ، بينـي وبينهـا رسولاً، فأدّى ما تَجُـنّ الضمائـر

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:30 pm