منتدى المعارف لتنمية المهارات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يهتم بالابداع وتطوير وتنمية المهارات فمرحبا بكم معنا في هذا المنتدى


3 مشترك

    الصهيونية والصليبية تشابهت التجربة

    avatar
    f@tima-z@hra


    عدد المساهمات : 25
    نقاط : 67
    تاريخ التسجيل : 17/09/2009

    الصهيونية والصليبية تشابهت التجربة Empty الصهيونية والصليبية تشابهت التجربة

    مُساهمة  f@tima-z@hra السبت أكتوبر 10, 2009 2:13 pm

    الصهيونية والصليبية تشابهت التجربة

    قاسم عبده قاسم:
    هل هناك تشابهات بين التجربة الصليبية والتجربة الصهيونية من حيث النشأة والأسس التي قام عليهما مشروعهما؟ يبدو السؤال أنه لا يبحث عن التشابه بين التجربتين بقدر ما يبحث عن مصير المشروع الصهيوني في المنطقة... لكن الواقع يشير إلى أن الإسرائيليين أنفسهم مهتمون للغاية بدراسة التجربة الصليبية باعتبارها "بروفة" عملية يمكن القياس عليها مدى نجاح واستمرار مشروعهم الاستعماري.
    وفي هذا الحوار يسعى المؤرخ الدكتور "قاسم عبده قاسم" للاقتراب من التجربتين، موضحا موقع الدين في كل منهما، وموقف شعوب المنطقة من كلا المشروعين.
    الصهيونية والبروفة الصليبية
    * د. قاسم، قلتَ في أحد مقالاتك: "هناك الكثير من أوجه التشابه بين الحركة الصليبية والحركة الصهيونية على مختلف المستويات، على أن الأخيرة تحاول الاستفادة إلى أقصى حد من التجربة الصليبية باعتبارها سابقة تاريخية أو بروفة يمكن الاسترشاد بها".. إلى أي مدى تمكنت الصهيونية من تحقيق النجاح، وما الذي يمكننا عمله إزاء ذلك؟.
    - الأساس الديني للمنظومة الصليبية والصهيونية يكاد يكون واحدًا بشكل مدهش؛ فالبابا "أربان" خطب في جموع المسيحيين 1097م قائلا لهم: "أنتم شعب الله المختار للأرض التي وعد بها الربُ فلسطين، الأرض التي تفيض لبنا وعسلا". وها نحن أمام ثنائية: الشعب المختار والأرض المقدسة، وهي نفس الفكرة التي ارتكزت عليها الصهيونية فيما بعد.
    لكن نتيجة للتطورات التاريخية؛ فإن تلك الأرض التي طُرد منها اليهود قد أصابها العفن، وأصبحت أرضا بلا صاحب! بينما اليهود في ذلك الحين شعب بلا أرض! تلك أسطورة من أساطير الصهيونية الحديثة، لدرجة أن "بن جوريون" كتب أنه عندما قام الفلاحون الإسرائيليون فيما بعد بحراثة الأرض الفلسطينية فوجدوها تُخرج رائحة العفن! وذلك من الاستخدام العربي الإسلامي لها!! وهكذا أخرجت الآلة الغربية (الصليبية والصهيونية) تلك الأساطير وصدقتها؛ لأن لهم مصلحة في ذلك، من أجل الادعاء بأن فلسطين ظلت أرضا بلا شعب حتى الغزو الصهيوني لها.
    وذلك في محاولة لطمس التاريخ والإنجازات الفلسطينية على تلك الأرض منذ دخول المسيحية حتى القرن العشرين. وأن كافة المؤسسات والأماكن الموجودة بفلسطين والقدس هي مؤسسات مسيحية وإسلامية، ولا توجد بها أية مؤسسات أو إنجازات يهودية؛ حتى إن ما يسمى بـ"حائط المبكى" بناه السلطان "سليمان" لفصل اليهود عن مضايقة الناس، فبنى لهم حاجزًا وممرًا بعيدًا عن الناس. ولم يظهر ذلك إلا في أدبيات الحركة الصهيونية في القرن العشرين، وثبت أن ذلك الحائط ضمن أوقاف عائلة إسلامية، بعد أن أثبت التحكيم الدولي أنها تخضع لوقف "أبو دومة"، وذلك عام 1929م.
    ومن ناحية أخرى استفادت الحركة الصهيونية من البروفة الصليبية، على عدة مستويات أو على سبيل المثال اللافت للنظر، فان أفضل الباحثين الذين كتبوا دراسات عن الاستيطان الصليبي كانوا من الأساتذة الباحثين الصهاينة، وليسوا اليهود فقط، وأشهرهم "يوشع براور" الذي كان يمتلك أدوات بحثية ممتازة، لكنه قام بتطويعها من أجل الأهداف الصهيونية.
    المسألة الأخرى أن هناك ترويجا شديدا لمسألة أن اليهود شعب، وهذه مسألة غاية في الخطورة لأن اليهود ليسوا شعبا بالمعنى المفهوم؛ فاليهود أتباع ديانة، واليهودية ليست قومية لكنها ديانة كما أن اليهود ليسوا جنسًا، فإن منهم العرب كالمصريين والمغاربة واليمنيين، ومنهم الأوروبيون والأغرب في الأمر أن اليهود القادمين من أوروبا لحكم هذه المنطقة ليسوا من المنطقة أساسًا بل هم من يهود الخزر الذين اعتنقوا اليهودية نكاية في البيزنطيين المسيحيين والبابوية في القرن العاشر الميلادي، ولهذا يطلق عليهم "أسباط القبيلة الثالثة عشرة"، وليسوا "أسباط إسرائيل".
    الحركة الصهيونية تحاول الاستفادة من هذه السابقة التاريخية في أن كافة الدراسات التي تناولت الحركة الصليبية أثبتت ضرورة اعتمادها على مُساند خارجي قوي بوصفها كيانا دخيلا على المنطقة؛ لذلك استفادت الحركة الصهيونية بسرعة من تغير موازين القوى العالمية من أوروبا إلى أمريكا. لكن ستكون المشكلةُ أو المعضلة التي يمكن أن تواجهها بعد ذلك إذا ما انتقلت موازين القوى إلى مناطق أخرى من العالم كالصين واليابان مثلاً.
    الغرب يساند إسرائيل الآن لأهداف اقتصادية بحتة؛ فهل ستفعل القوى الآسيوية الصاعدة بما فيها قطاعات كبرى من المسلمين نفس الشيء؟ إنني لا أقول هذا الكلام تمسكًا بأمل كاذب ونحن صامتون.
    المسألة الأخرى هي وجود جيش رادع، وشديد الردع قادر على الحركة السريعة في وسط محيطه؛ لأن كل الدراسات التي قمت بقراءتها عن الحركة الصليبية تذكر أن العالم العربي كان يمكنه احتمال هزيمة واثنين وعشر، وهذا ما سبق أن حدث، إنما هزيمة واحدة كبرى قضت على الجيش الصليبي وهي معركة حطين، حيث تم تحطيم الجيش الصليبي وأسر الملك وكبار الفرسان، علمًا بأن الغرب جاء على بكرة أبيه، وجاءت ثلاث رؤوس متوجة تمثل زهرة قوات أوروبا في الحملة الصليبية الثالثة، غير أنها لم تنجح في استعادة القدس من "صلاح الدين". وكان هذا إنذارًا بالمرض الخطير للكيان الصليبي، وفشلت كل المحاولات التالية لإنقاذه.
    وكان السبب الوحيد الذي مدّ في عمر الكيان الصليبي هو أن خلفاء "صلاح الدين الأيوبي" لم يكونوا على شاكلته، وتفرغوا للنزاع فيما بينهم، فمدّوا من أجل الكيان الصليبي، لكن ابتداءً من السلطان "بيبرس" حتى السلطان "الأشرف خليل بن قلاوون" كان واضحًا أن الكيان الصليبي قد مات. والكيان الصهيوني الآن يدرك أنه تكفيه هزيمة واحدة؛ ولهذا فالآن وداخل ما يسمى بإسرائيل يوجد تيار من بعض الناس الذين كانوا من غلاة الصهاينة، يسمي نفسه "post Zionism - ما بعد الصهيونية".
    هذا التيار يعيد طرح الفكرة التي سبق أن طرحتها منظمة التحرير الفلسطينية، وهي إقامة دولتين على أسس من التكافؤ؛ لأنهم أدركوا أنه على الرغم من كل شيء فالفلسطينيون موجودون، وأدركوا أيضًا أنهم رغم كل شيء فإنهم ما زالوا يشعرون بالخوف، وليس الفلسطينيون؛ ذلك لأن للصهاينة مكانا يمكنهم العودة إليه في أوروبا، أما الفلسطينيون فهم لم يأتوا من مكان آخر، هم أبناء هذه الأرض وليس لديهم بديل آخر! وما يحاول أن يفعله الصهاينة- وسوف يبوء بالفشل- هو أنهم يحاولون إقامة نوع من "فرملة" أو إيقاف التاريخ! وإيقاف سنة الله في خلقه! لكن من سوء حظهم أن التاريخ لا يدخل بيت الطاعة.
    اليهودية.. وتأميم الإله* مسألة الاعتماد على الدين في الحركتين الصليبية والصهيونية.. هل هي حالة تدين حقيقي أم هي حالة تسربل بالدين من أجل تحقيق أهداف استعمارية بحتة؟.
    - الدين عموما عندما تنظر إلى جوهره تجد أنه ينشد خير الإنسانية. والدين اليهودي ليس استثناء في ذلك، إنما المشكلة أن اليهود قاموا بـ"تأميمه" كما قاموا بتأميم الإله أيضا! فهو إله خاص بهم وحدهم! "قطاع خاص"، هم شعبه المختار، والباقون لا يساوون شيئًا!.
    والمذهل أنك عندما تتمعن في كافة الديانات السماوية وحتى الوضعية منها تجد أنها جميعًا تسعى إلى خير البشرية، وتسعى لمنع الشر والأذى بشكل عام. بينما يسعى الدين اليهودي لذلك أيضا، ولكن فيما بين اليهود فقط!! وهذه مسألة تظهر في سِفْرَي الخروج، الأول والثاني، حيث توجد توصيات لليهود بما يجب فعله في الأعداء وأطفالهم وزروعهم ونباتهم، حتى إنك لتجد نفسك أمام حالة غريبة للغاية..! هذه المقدمة لا بد منها، رغم أنها قد تبدو غير ذات علاقة بالموضوع، إنما أعتقد أنها تقع في صلب الموضوع تمامًا.
    المسألة الأخرى، أن أوروبا الغربية التي أفرزت الحروب الصليبية كانت في حالة من الدين المشعوذ والمتعصب، وعندما تصبح الديانة مخلوطة بالجهل تقوم بإنكار الآخر، وترغب في القضاء عليه تماما، وعندما تصبح الديانة مرتبطة بالأحوال الاجتماعية والاقتصادية السيئة للناس، فإنها تأخذ شكلا متعصبا ومقيتا، وتأخذ شكل صورة تدميرية راغبة في تدمير الآخر، وتختفي حينها صورة الإله الرحيم الوهاب الكريم، وتطغى صورة الإله المنتقم الجبار والمتربص بالناس.
    هذه الصورة كانت موجودة في أوروبا بفعل عوامل عديدة أهمها سيادة الأمية والنظام الإقطاعي، حيث كان الفرد الأوروبي ضحية للسيد الإقطاعي وللطبيعة القاسية معًا. وهنا يمكننا أن نفرق بين تدين الناس، هذا التدين النزق والمتعصب، ومستوى وحشية الحكام الأوروبيين آنذاك بما فيهم الباباوات والأساقفة ورجال الدين، حيث استغل الجميع ذلك في توجيه الناس نحو حسابات سياسية بحته واقتصادية خالصة؛ فقد رأت البابوية في الحروب الصليبية فرصة لتجنيد القوى العسكرية في أوروبا لحساب صراعها ضد الإمبراطورية، ولهذا يمكننا ملاحظة أن الحملة الصليبية الأولى لم يكن بها ملِك أوروبي واحد.
    وعلى العكس فقد خرجت الحملة وقرارات الحرمان الكنسي التي طالت ملك فرنسا وملك إنجلترا، فضلاً عن الصراع الطويل بين ملك ألمانيا وبين البابوية. كما أن عدم وجود دول حقيقة في ذلك الحين، أو ملكيات حقيقية وإنما فقط كيانات إقطاعية. وكلمة "ملك" لم تكن لتعني بالضرورة وجود دولة لهذا الملك، وإنما هو "السيد الأول بين أقرانه"؛ لأنه حينذاك لم تكن هناك "دول" بالمعنى المفهوم، لأن الدول في أوروبا بدأت في القرن الرابع عشر وبدأت بفرنسا وإنجلترا على استحياء بعد حرب المائة عام، وخلال أتون هذه الحرب بدأت تتبلور فكرة الدولة السيادية.
    كان الدين في الحركة الصليبية وسيلة تجنيد أيديولوجية هائلة. فالناس متدينون على طريقتهم، ويفهمون أنهم سوف ينالون الغفران، كما أنهم في نفس الوقت يطمعون في الفرار من وحشية السيد الإقطاعي وقسوة الطبيعة، كما أن الشرق يفيض لبنا وعسلا حسب خطاب البابا، بخلاف باقي دوافع الفرسان الصليبيين الذين فكروا في زيادة إقطاعياتهم في الشرق، ولدينا أمثلة عن قيام بعض الفرسان النورمان بحصار إحدى المدن الإيطالية، ثم عندما شاهدوا جنود الحملة الصليبية الأولى، قرروا الالتحاق بهم من أجل المصالح الإقطاعية في الشرق.
    كما أن الدور الذي قامت به الجمهوريات التجارية الإيطالية في الحركة الصليبية فيما بعد إنما هو محاولة للسيطرة على الحوض الشرقي للبحر المتوسط وموانيه، وأخذ نصيب من تجارة الشرق الغنية بالتوابل وغيرها.
    إذن نحن لسنا أمام حالة تدين؛ لأن التدين الحقيقي يدعو لعدم قتل الآخر، والحرب في نهاية الأمر هي عملية قتل جماعي. والمسيحيةُ الغربية الكاثوليكية طورت مذهبًا جعلت من الحرب أمرًا مشروعًا لأول مرة في تاريخ المسيحية. بعكس المسيحية الأرثوذكسية خصوصًا البيزنطية، وتعليمات القديس "باسيل".
    نحن الآن أمام أيديولوجية واضحة، وأسهل أيديولوجية حتى الآن يمكن بواسطتها تعبئة الناس هي الأيديولوجية المرتكزة على الدين، وهكذا كان الدين ستارًا، لكن الستار الأيديولوجي ليس كافيًا وحده إلا إذا كان الناس يرون أن مصلحتهم تقتضي ذلك.
    * بالنسبة للحركة الصهيونية، ما هو موقع الدين في ذلك؟.
    - بالنسبة للحركة الصهيونية فالأمر مختلف؛ لأنها لم تكن حركة شعبية، والاختلاف هنا كبير للغاية؛ لأن الحركة الصليبية استغلت الحركة الجماهيرية، أما الصهيونية فهي على العكس، كانت تفتعل المذابح في الدول الموجود بها اليهود، حتى تدفعهم للذهاب إلى فلسطين. ففي روسيا كانت الحركة الصهيونية معادية تمامًا لكل الحركات الشعبية اليهودية، وقتلت أعدادًا كبيرة جدًا من اليهود، ودبرت مؤامرات ودخلت في صدامات مع السلطات القيصرية، وبدءوا في إظهار اليهود بوصفهم قوى مناوئة للسلطات، وتدبير حوادث يتم فيها قتل عدد من اليهود لدفعهم إلى الهجرة.
    باختصار نحن أمام مشروع استعماري تموّله القوى الاستعمارية والدوائر الصهيونية؛ لدرجة أنه كان في مجال إنجلترا عدد كبير من الوزراء الإنجليز لا يكتفون فقط بالتحول إلى مؤيدين للصهاينة، رغم أنهم كانوا ضد الحركة الصهيونية، ومتهمين بالعداء للسامية أيضًا. نحن أمام مشروع وجدت فيه الدوائر الاستعمارية فرصة لكي تبقى بعد انسحابها في المنطقة خاصة بعد ظهور طفرة الثروة والبترول في منطقتنا التي لا تزال حاكمةً في صرة العالم حتى الآن، والسوقَ الطبيعية للمنتجات الأوروبية، وموردًا طبيعيًا للمواد الخام والطاقة. وهكذا لم يسمحوا بأن تظل هذه المنطقة ملكًا لأبنائها، ورأوا أنه لا بد من زرع هذا الكيان في المنتصف ليفصل شرق العالم العربي عن غربه. وبالتالي قطع الوصل ما بين مصر والشام والعراق، وهكذا يجب أن تتحول المنطقة العربية إلى ما سُمي الآن منطقة الشرق الأوسط من أجل طمس هويتنا، ورغم محاولاتهم تلك فإن ذلك لن ينجح لأنه ضد حركة التاريخ وضد طبيعة الأشياء.
    لا يأس مع الحق
    * للتاريخ قوانينه التي تعلمنا أن العدوان لا يمكن أن يضمن البقاء في أرضنا، وأن المقاومة والصمود ينتصران في النهاية، وأن حرية الوطن غالية الثمن؛ لأن الدم ينتصر على السيف. كيف يمكن ترسيخ الوعي بهذا الدرس التاريخي في وجدان جماهير تسرب إليها اليأس. من خلال الوعي بالتجربة الصليبية؟.
    أولا إذا كان اليأس قد تسرب إلى الناس، فإن ذلك جرى بفضل الحكام، وليس من التاريخ وعلى سبيل المثال لو أن الناس في مصر سلمت ويئست لرضيت بإقامة علاقات طبيعية بينها وبين إسرائيل، لكن الناس يرون أن التطبيع يعني إعادة الأمور إلى طبيعتها، والعلاقات بين عدُوٍ وصاحبِ حق يجب أن تظل هكذا. هذا هو التطبيع الوحيد الذي يرضى به الشعب المصري والعربي. إن التطبيع الطبيعي هو أن يظل المغتصَب مستعدًا على الدوام لاسترداد حقه من المغتصِب.
    لا توجد حالة يأس في الحقيقة، ولك أن ترى يوميًا ردود الفعل في الشارعين المصري والعربي تجاه كل من يتصدى لإسرائيل، من جندي مصري على الحدود يقوم بعمل فردي، أو مجموعة من الفدائيين، أو من حزب الله، هنا اليأس فقط من الحكام الذين يرزحون على صدورنا. وينفذون سياسة الغرب وربما يهربون إليه عند هبّة شعوبهم، إنما نحن إلى أين نذهب؟ ولمن نترك أرضنا؟ تلك مسائل طبيعية. هل يخرج العرب والفلسطينيون 4.5 ملايين فلسطيني على الأرض الفلسطينية في غزة والضفة وداخل ما يسمى إسرائيل؟ واللاجئون كذلك في الدول العربية. هؤلاء جميعا لم ولن يتسرب لهم اليأس أبدا.
    الآن لدينا حكام، بحكم حركة التاريخ، سوف يذهبون إلى غير رجعة، كما أن حركات المقاومة التي تجد شعبية كبيرة في نفس كل مسلم وعربي ومسيحي على هذه الأرض هي الداعم والضامن لعدم تسرب اليأس. وفي النهاية يجب أن نشكر إسرائيل والأمريكان جيدًا؛ لأنهم يذكروننا صباح مساء بأنهم ظلمونا ويظلموننا، وأنهم اغتصبوا أرضنا ويذبحون أطفالنا ونساءنا. ولم يمنحونا مجرد فرصة واحدة للنسيان.... في تصوري أن المسألة واضحة أقوى مما يجب، فلا يأس مع الحق أبدًا.
    * ما دام المجتمع الصليبي القديم بمثابة النموذج الاستعماري الذي يُحتذى به من قبل الفكر الصهيوني؛ فهل تستطيع التجربة الصليبية أن تفسر لنا حالة الفزع الحالية التي يعيشها الكيان الصهيوني والتي يعبر عنها عبر استخدام القوة المطلقة؟.
    - لنكن واضحين تماما. طوال نصف قرن من المواجهة الحية بيننا وبين الإسرائيليين فإن السؤال الذي يُطرح حول البقاء لا يطرح أبدا من قِبل الجانب العربي؛ فلم يحدث أبدًا أن سأل الفلسطينيون أنفسهم: هل تبقى فلسطين أم لا؟ رغم أن فلسطين محتلة! ولم يحدث أبدا -رغم هزائمنا السابقة- أن سألنا أنفسنا قبل ذلك هل ستبقى مصر أم ستضيع؟ وهذا هو حال السوريين واللبنانيين أيضا. في حين أن من يطرح هذا السؤال على نفسه دائما هو الكيان الصهيوني: هل تبقى إسرائيل؟ ماذا سيحدث لها في المستقبل؟.
    المشكلة ليست لدينا على الإطلاق؛ لأن هذه بلادنا ونحن موجودون رغم كل شيء، هم يسألون أنفسهم دائمًا هل ستظل إسرائيل أبد الدهر أم ستختفي؟ والملاحظ أن الحديث الدائر الآن هو حول ضمان وجود إسرائيل. ولا يستطيع أحد أن يتحدث عن ضمان وجود مصر أو سوريا أو لبنان.
    إنهم يدركون تماما أنهم كيان غريب مزروع في أرض غريبة معادية لهم. وهي في حالة فزع من مواجهة العالم العربي وظهيره الإسلامي، مثلما حدث في الفترة الصليبية تمامًا.
    avatar
    أحب فلسطين


    عدد المساهمات : 87
    نقاط : 191
    تاريخ التسجيل : 10/10/2009
    العمر : 36
    الموقع : سيدي مومن

    الصهيونية والصليبية تشابهت التجربة Empty رد: الصهيونية والصليبية تشابهت التجربة

    مُساهمة  أحب فلسطين السبت أكتوبر 10, 2009 5:35 pm

    سلام تام أختي الفاضلة شكرا على المعلومات القيمة واالله شكرا ننتظر جديدك
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 178
    نقاط : 235
    تاريخ التسجيل : 05/07/2009

    الصهيونية والصليبية تشابهت التجربة Empty رد: الصهيونية والصليبية تشابهت التجربة

    مُساهمة  Admin الثلاثاء أكتوبر 13, 2009 2:50 pm

    [size=24]
    موضوع جميل جدا واصلي ونطمع دائما في المزيد والجديد والمعلومات القيمة التي تقدميها للمنتدى
    اللهم دمر الصهاينة الغاصبين
    [/size]

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 4:20 pm