بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
كثير من المسلمين اليوم لا يخفى عليه فضل إدراك الجماعة في الصلاة وتراه حريصا على فعلها إلا أن المتأمل في أحوال كثير من المسلمين تجده زاهدا ومقصرا في الحرص على إدراك الصف الأول ولا يكترث به كثيرا فالغالب على حاله أنه يدخل الصلاة متأخرا ويصلي في الصف الثاني أو الثالث على حسب ظروفه.
وهذه الطائفة من الناس على أنواع منهم من يأتي الصلاة قبيل إقامتها بيسير ومنهم من يأتيها عند تكبيرة الإحرام ومنهم من يأتيها في الركعة الأولى ومنهم من يتأخر وتفوته بعض الركعات.
وهناك طائفة أخرى مسلكها أكبر خطأ وهو أنها تحضر للصلاة مبكرا ثم تجلس في الصفوف الأخيرة في المسجد وتزهد زهدا كبيرا في الصف الأول إما كسلا أو حياء أو جهلا أو عادة وهذا المسلك فيه مخالفة للسنة فقد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أصحابه تأخرا فقال لهم: (تقدموا فأتموا بي و ليأتم من بعدكم لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله). رواه مسلم .
فالسنة لمن دخل المسجد أن يتم الصف الأول فالأول حيث انتهت إليه الصفوف ولا يجلس في مؤخرة المسجد طلبا للراحة ولذلك قال جابر: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا يا رسول الله و كيف تصف الملائكة عند ربها ؟قال : يتمون الصفوف الأول و يتراصون في الصف). رواه مسلم .
والتفريط في الصف الأول له أسباب من أعظمها الغفلة والجهل بثوابه وفضله ومنها حب الدنيا ومنها الكسل والعجز ومنها التفريط في السنن والمندوبات.
لقد ورد الذم لمن يتأخر عن إدراك الصف الأول ومن كانت هذه عادته كان متأخر المنزلة في الدنيا والآخرة فالمنزلة في النعيم والقرب من الله في الجنة على حسب الدنو من الإمام. قال ابن القيم: (قرب أهل الجنة يوم القيامة وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام يوم الجمعة والدنو من الإمام من السنة في كل صلاة).
إن الصف الأول له فضل عظيم في الشرع قال رسول الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا). متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم: (ليلنى منكم أولوا الأحلام و النهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم). رواه مسلم. وفي سنن أبي داود: (إن الله و ملائكته يصلون على الصفوف المتقدمة).
إن إدراك الصف الأول تتحقق فيه فضائل وفوائد منها:
1- دخول العبد في وصف المسابقة للخيرات والمسارعة بالصالحات.
2- إدراك فضل الدعاء بين الأذان والإقامة.
3- تيسير التنفل بالصلاة والاستكثار منه.
4- تيسير ختم القرآن والإكثار من تلاوته في هذا الوقت.
5- حصول الخشوع والطمأنينة لأهل الصف الأول.
6- تحقق معنى الرباط وانتظار الصلاة لأهل الصف الأول.
7- استغفار الملائكة لأهل الصف الأول.
إن أعظم ما يعين العبد على الصف الأول هو الحزم في الوقت وعدم التساهل عند سماع الأذان فحين يسمع الأذان أو قبله بيسير ينصرف إلى المسجد ويترك ما كان في يده من شغل الدنيا. ولا شك أن الأمر يحتاج إلى جهاد مع هذه النفس الكسولة التي اعتادت على الترف وترك الفضائل. أما من سوف الحضور واشتغل بالدنيا وخاطب نفسه بالأماني فسيفوته الخير ويعتاد عليه ويرضي نفسه بالأدنى.
إن السلف الصالح كانوا يحرصون على الصف الأول فقد دخل سعيد بن المسيب رحمه الله مرة المسجد وقد سبقه ثلاثة وهو الرابع فأسف؛ ولكنه قال: إن رابع أربعة لمن السابقين. وقال سعيد أيضا: (ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة). وقال : (ما نظرت في قفا رجلٍ في الصلاة منذ خمسين سنة). يعني أنه لم يصلّ إلا في الصف الأول منذ خمسين سنة. وقال وكيع بن الجراح : (كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى). وقال ابن سماعة : (مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي). وكان بشر بن الحسن المسمى الصفي يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة.
خالد بن سعود البليهد(بتصرف)
فضيلة إدراك الصف الأول في الصلاة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
كثير من المسلمين اليوم لا يخفى عليه فضل إدراك الجماعة في الصلاة وتراه حريصا على فعلها إلا أن المتأمل في أحوال كثير من المسلمين تجده زاهدا ومقصرا في الحرص على إدراك الصف الأول ولا يكترث به كثيرا فالغالب على حاله أنه يدخل الصلاة متأخرا ويصلي في الصف الثاني أو الثالث على حسب ظروفه.
وهذه الطائفة من الناس على أنواع منهم من يأتي الصلاة قبيل إقامتها بيسير ومنهم من يأتيها عند تكبيرة الإحرام ومنهم من يأتيها في الركعة الأولى ومنهم من يتأخر وتفوته بعض الركعات.
وهناك طائفة أخرى مسلكها أكبر خطأ وهو أنها تحضر للصلاة مبكرا ثم تجلس في الصفوف الأخيرة في المسجد وتزهد زهدا كبيرا في الصف الأول إما كسلا أو حياء أو جهلا أو عادة وهذا المسلك فيه مخالفة للسنة فقد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أصحابه تأخرا فقال لهم: (تقدموا فأتموا بي و ليأتم من بعدكم لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله). رواه مسلم .
فالسنة لمن دخل المسجد أن يتم الصف الأول فالأول حيث انتهت إليه الصفوف ولا يجلس في مؤخرة المسجد طلبا للراحة ولذلك قال جابر: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ فقلنا يا رسول الله و كيف تصف الملائكة عند ربها ؟قال : يتمون الصفوف الأول و يتراصون في الصف). رواه مسلم .
والتفريط في الصف الأول له أسباب من أعظمها الغفلة والجهل بثوابه وفضله ومنها حب الدنيا ومنها الكسل والعجز ومنها التفريط في السنن والمندوبات.
لقد ورد الذم لمن يتأخر عن إدراك الصف الأول ومن كانت هذه عادته كان متأخر المنزلة في الدنيا والآخرة فالمنزلة في النعيم والقرب من الله في الجنة على حسب الدنو من الإمام. قال ابن القيم: (قرب أهل الجنة يوم القيامة وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام يوم الجمعة والدنو من الإمام من السنة في كل صلاة).
إن الصف الأول له فضل عظيم في الشرع قال رسول الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء و الصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا). متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم: (ليلنى منكم أولوا الأحلام و النهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم). رواه مسلم. وفي سنن أبي داود: (إن الله و ملائكته يصلون على الصفوف المتقدمة).
إن إدراك الصف الأول تتحقق فيه فضائل وفوائد منها:
1- دخول العبد في وصف المسابقة للخيرات والمسارعة بالصالحات.
2- إدراك فضل الدعاء بين الأذان والإقامة.
3- تيسير التنفل بالصلاة والاستكثار منه.
4- تيسير ختم القرآن والإكثار من تلاوته في هذا الوقت.
5- حصول الخشوع والطمأنينة لأهل الصف الأول.
6- تحقق معنى الرباط وانتظار الصلاة لأهل الصف الأول.
7- استغفار الملائكة لأهل الصف الأول.
إن أعظم ما يعين العبد على الصف الأول هو الحزم في الوقت وعدم التساهل عند سماع الأذان فحين يسمع الأذان أو قبله بيسير ينصرف إلى المسجد ويترك ما كان في يده من شغل الدنيا. ولا شك أن الأمر يحتاج إلى جهاد مع هذه النفس الكسولة التي اعتادت على الترف وترك الفضائل. أما من سوف الحضور واشتغل بالدنيا وخاطب نفسه بالأماني فسيفوته الخير ويعتاد عليه ويرضي نفسه بالأدنى.
إن السلف الصالح كانوا يحرصون على الصف الأول فقد دخل سعيد بن المسيب رحمه الله مرة المسجد وقد سبقه ثلاثة وهو الرابع فأسف؛ ولكنه قال: إن رابع أربعة لمن السابقين. وقال سعيد أيضا: (ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة). وقال : (ما نظرت في قفا رجلٍ في الصلاة منذ خمسين سنة). يعني أنه لم يصلّ إلا في الصف الأول منذ خمسين سنة. وقال وكيع بن الجراح : (كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى). وقال ابن سماعة : (مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي). وكان بشر بن الحسن المسمى الصفي يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة.
خالد بن سعود البليهد(بتصرف)